إن المتتبع لهذه الأطر العامة المرجعية الثلاثة: العضوية والآلية والسياق وما تركته من آثار في علم نفس النمو سيعثر على خمس قضايا نمائية

اشار "روفن 2001" Ruffin في كتابه الموسوم ب « Human Growth and Development – A Metter of principles »  والصادر في شهر حزيران عام (2001) الى ان هناك مجموعة من المبادئ تصف نمط وعملية النمو والتطور، هذه المبادئ او المميزات تصف النمو المثالي كعملية متوقعة ومنتظمة، وربما يمكننا من التنبؤ بالكيفية التي سيتطور بموجبها معظم الاطفال، إنهم يتطورون بنفس السرعة وفي نفس الوقت تقريبا وبالرغم من وجود فروق فردية بين شخصيات الاطفال، ومستوى انشطتهم، واجندة التحولات النمائية الجذرية من مثل الاعمار، والمراحل، فإن مبادئ النمو وخصائصه تظل انماطا عالمية يتشارك فيها معظم اطفال العالم بغض النظر عن جنسهم او جنسياتهم او موطنهم او اعراقهم...الخ، وهذا يؤشر على ان هذه المبادئ مبرمجة برمجة وراثية تخص الجنس البشري كله

إن المعرفة بمبادئ وقوانين النمو توفر للكبار والقائمين على تربية ورعاية وتوجيه الطفل -المعرفة اللازمة بمتى يمكن استشارة النمو ومتى لا نستثيره، كما إن الوعي بالنمط النمائي السوي يجعل في ميسور الوالدين والمعلمين وغيرهم من العاملين مع الأطفال أن يسعوا الى تهيئة الطفل مقدّما للتغيرات التي سوف تحدث في جوانب النمو المختلفة: الجسمية، والعقلية، والسلوكية، والمهارية، والميول.. وغير ذلك.

تهدف هذه المحاضرة الى تهيئة دارس علم نفس النمو لفهم مادة هذا الفرع من فروع علم النفس العام وهي مادة نمو الكائن الانساني من لحظة الاخصاب والى نهاية العمر، بأبعادها المختلفة من بيولوجية ومعرفية وانفعالية واجتماعية وسلوكية.

ولتحقيق هذا الهدف سيتم التعريف بالمفاهيم المفتاحية الرئيسية لهذا العلم والتي نعتقد انه لابد من معرفتها بداية، وذلك ضمن رؤية واسعة للنمو، على اعتبار انه محصلة للتفاعل بين الوراثة والبيئة، وبين النضج والتعلم، انه نظام كلي يتكون من انظمة فرعية متعددة تسير كلها في تناغم محكم، وفقا لمبادئ محددة.