- Course creator, Teacher: Mohammed Hamerass
- Course creator, Teacher: Mohammed Hamerass
- Course creator, Teacher: Mohammed Hamerass
ما يقدم للمنصة
إرهاصات نظريّة النظم – اللفظ والمعنى – المجاز
تعريف اللفظ لغة: مصدر بِمَعْنى الرَّمْي، وَهُوَ بِمَعْنى الْمَفْعُول، فَيتَنَاوَل مَا لم يكن صَوتا وحرفا، وَمَا هُوَ حرف وَاحِد وَأكْثر، مهملا أَو مُسْتَعْملا، صادرا من الْفَم أَو لَا، لَكِن خصّ فِي عرف اللُّغَة بِمَا صدر من الْفَم من الصَّوْت الْمُعْتَمد على الْمخْرج حرفا وَاحِدًا أَو أَكثر، مهملا، أَو مُسْتَعْملا. وهو مصدر لَفَظت الرَّحَى الدقيق، إذا رمته إلى خارج" فما ترميه الرحى بعد سحقه هو اللفظ، أي ما يخرج منها.
وهو عند اللغويين غيره عند النحاة
عند النحاة: هم مَا من شَأْنه أَن يصدر من الْفَم من الْحَرْف، وَاحِدًا أَو أَكثر، أَو يجْرِي عَلَيْهِ أَحْكَامه كالعطف والإبدال فيندرج فِيهِ حِينَئِذٍ كَلِمَات الله وَكَذَا الضمائر الَّتِي يجب استتارها. فهو الملفوظ به، وهو الصوت من الفم؛ المشتمل على بعض الحروف الهجائية، تحقيقا كزيد، أو تقديرا كألفاظ الضمائر المستترة. وسمي الصوت لفظا لكونه يحدث بسبب رمي الهواء من داخل الرئة إلى خارجها، إطلاقا لاسم السبب على المسبب.
اللفظ عند النقاد
هو جسم، وروحه المعنى، وارتباطه به كارتباط الروح بالجسم: يضعف بضعفه، ويقوى بقوته، فإذا سلم المعنى واختل بعض اللفظ كان نقصاً للشعر وهجنة عليه... إنْ ضعف المعنى واختل بعضه كان للفظ من ذلك أوفر حظ... ولا تجد معنى يختل إلا من جهة اللفظ، وجريه فيه على غير الواجب، قياساً على ما قدمت من أدواء الجسوم والأرواح، فإن اختل المعنى كله وفسد بقي اللفظ مواتاً لا فائدة فيه، وإن كان حسن الطلاوة في السمع... إن اختل اللفظ جملة وتلاشى لم يصح له معنى.
علاقة اللفظ بالمعنى
ما حسن لفظه وجاد معناه
ما حسن لفظه وساء معناه
ما ساء لفظه وحسن معناه
زا ساء لفظه وساء معناه
المعنى:
عند اللغويّين
مقول بالاشتراك على مَعْنيين: الأوّل: مَا يُقَابل اللَّفْظ سَوَاء كَانَ عينا أَم عرضا، وَالثَّانِي مَا يُقَابل الْعين الَّذِي هُوَ قَائِم بِنَفسِهِ، وَيُقَال: هَذَا معنى أَي: لَيْسَ بِعَين سَوَاء كَانَ مَا يُسْتَفَاد من اللَّفْظ أَم كَانَ لفظا ... وَالْمعْنَى مُطلقًا: هُوَ مَا يقْصد بِشَيْء، وَأما مَا يتَعَلَّق بِهِ الْقَصْد بِاللَّفْظِ فَهُوَ معنى اللَّفْظ وَلَا يطلقون الْمَعْنى على شَيْء إِلَّا إِذا كَانَ مَقْصُودا... وَالْمعْنَى: هُوَ الْمَفْهُوم من ظَاهر اللَّفْظ وَالَّذِي تصل إِلَيْهِ بِغَيْر وَاسِطَة وَمعنى الْمَعْنى: هُوَ أَن يعقل من اللَّفْظ معنى ثمَّ يُفْضِي لَك ذَلِك الْمَعْنى إِلَى معنى آخر.
عند النحويين
هو الإبانة عن المعاني بالألفاظ ألا ترى أنك إذا سمعت: أكرم سعيد أباه، وشكر سعيدًا أبوه، علمت برفع أحدهما ونصب الآخر الفاعل من المفعول ولو كان الكلام شرجًا واحدًا لاستبهم أحدهما من صاحبه.
لم تقتصر دراسة العلاقة بين اللفظ والمعنى على الجانب اللغوي فقط-وإن كان أكثر الميادين اهتماما بهما-ولكن نجد كلّ المجالات المعرفيّة ذات الصلة بهذه القضيّة أخذت ما يخصّها منها.
هل العلاقة بينهما اعتباطية أم ثمة مطابقة
كأنّهم توهّموا في صوت الجندب استطالة ومدًّا فقالوا: صَرَّ، وتوهّموا في صوت البازي تقطيعًا فقالوا: صرصر. و المصادر التي جاءت على الفعلان إنها تأتي للاضطراب والحركة نحو: النقزان والغلبان والغثيان، فقابلوا بتوالي حركات المثال توالي حركات الأفعال كما تجد المصادر الرباعية المضعفة تأتي للتكرير نحو: الزعزعة، والقلقلة، والصلصلة، والقعقعة والصعصعة والجرجرة والقرقرة. وأيضًا "الفَعَلى" في المصادر والصفات إنما تأتى للسرعة نحو: البشكى والجمزى والولقى.
علقة ثنائية اللفظ والمعنى بالبلاغة
المعاني أقرب شيء إلى النحو من حيث إنّها تتناول التركيب والسياق، ثمّ إنّ المعاني والنحو يقتسمان النظر في التركيب؛ فالنحو يبدأ من الأبواب المفردة وينتهي بالجملة، والمعاني يبدأ بالجملة ليصل منها إلى السياق.
الدارسون والثنائية
يفضل الكثير من الباحثين القدامى اللفظ على المعنى، إذ هو عندهم أغلى من المعنى ثمناً، وأعظم قيمة، وأعز مطلباً أمّا المعاني بالنسبة إليهم فهي موجودة في طباع الناس، يستوي الجاهل فيها والحاذق، ولكن العمل على جودة الألفاظ، وحسن السبك، وصحة التأليف. لأنّ المعاني مطروحة في الطريق يعرفها العجميّ والعربيّ، والبدويّ والقروي، والمدنيّ. وإنّما الشأن في إقامة الوزن، وتخيّر اللفظ، وسهولة المخرج، وكثرة الماء، وفي صحّة الطبع وجودة السّبك، فإنما الشعر صناعة، وضرب من النّسج، وجنس من التّصوير.
المجاز:
ثمة علاقة بين ثنائيّة اللفظ والمعنى والمجاز إذ المعاني التي تفرضها الألفاظ هل هي معان حقيقية أم مجازية.
المجاز لغة: مصدر الفعل جاز يقال لغة جاز المسافر ونحو الطريق، وجاز به جوزا وجوازا ومجازا. إذا سار فيه حتى قطعه. لكا يطلق لفظ المجاز على المكان الذي اجتازه من سار فيه حتى قطعه. ويقال جاز القول إذا قُبِل ونفذ وكذا يقال: جاز العقد وغيره إذا نفذ ومضى على الصحّة.
المجاز في الاصطلاح: اللفظ المستعمل في غير ما وضع له في اصطلاح به التخاطب، على وجه يصحّ ضمن الصول الفكريّة واللغويّة العامّة، بقرينة صارفة عن إرادة ما وضع له اللفظ. فالقرينة هي الصارفة عن الحقيقة إلى المجاز، إذ اللفظ لا يدل على المعنى المجازي بنفسه دون قرينة.
أنواع المجاز : اللغوي والمرسل والعقلي.
انقسم الدارسون أمام المجاز إلى صنفين صنف يرى بوجوده وصنف ينكر وجوده. أمّا الذين يرون بوجوده فهم صنفان ، صنف يراه موجودا في اللغة والقرآن والحديث، مراعيّا سياق الجمل، وصنف تطرّف فرأى المجاز في كل شيء. وصنف لا يرى بوجوده جملة وتفصيلا،
وهناك من يقبل به في اللغة، و ينكر وجوده في القرآن والحديث.
يرى من يقبل به باعتدال أنّ المنكر له مغرور مُغرىً بَنَفْيِه دَفعة، والبراءة منه جملة، يشمئزُّ من ذكره وينبُو عن اسمه، يرى أن لزوم الظواهر فرضٌ لازمٌ وضرب الخِيام حولَهَا حَتْمٌ واجب.
الناكرون له يرون أن حدّ المجاز عند مثبتيه أنّ كلّ كلام تجوز به عن موضوعه الأصلي إلى غير موضوعه الأصلي لنوع مقارنة بينهما في الذات والمعنى. أمّا المقارنة في المعنى فكوصف الشجاعة والبلادة وأمّا في الذات فكتسميّة المطر سماء ... وهذا يستدعي منقولا عنه متقدّما ومنقولا إليه متأخّرا، وليس في لغة العرب تقديم وتأخير، بل كلّ زمان قدّر أنّ العرب نطقت فيه بالحقيقة فقد نطقت فيه بالمجاز ... وأمّا اللغة فإنّها تدلّ بوضع واصطلاح، والعرب نطقت بالحقيقة والمجاز على وجه واحد، فجعل هذا حقيقة وهذا مجاز ضرب من التحكّم، فإنّ اسم السبع وضع للأسد كما وضع للرجل الشجاع.
المفرطون فيه يُحبّون الإغراب في التأويل، ويَحْرِصون على تكثير الوجوه، وينسَوْن أنّ احتمال اللفظ شرطٌ في كلّ ما يُعدَل به عن الظاهر، فهم يستكرهون الألفاظ على ما لا تُقِلُّه من المعاني، يَدَعون السليم من المعنى إلى السقيم.
وهؤلاء في نظر المعتدلين جاهلون بحقيقة المجاز وتحصيله، وأنّ الخطأ فيه مُورِّطٌ صاحبَه، وفاضحٌ له، ومُسقطٌ قَدْرَه، وجاعله ضُحْكةً يُتفَكَّهُ به، وكاسِيهِ عاراً يبقى على وجه الدهر يصدق فيهم قول رسول الله عليه الصلاة والسلام "يحمل هذا العلم من كلّ خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.
- Course creator, Teacher: Mohammed Hamerass