يرتبط مصطلح اللسانيات العربية، باللسانيات العامة ارتباطا وثيقا، فكلاهما يهتم بدراسة اللغة دراسة علمية منظمة، وقد شَهدَ الدرس اللغوي العربي ازدهارا منذ نزول الوحي في الأمة العربية، فاهتم العرب بلغة القرآن التي هي لغتهم أساسا، وتجلى هذا الاهتمام من خلال العناية الفائقة التي أولاها العلماء للوحيين (القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف)، ولم يتجاوز العرب دراسة القرآن الكريم والسنة النبوية حتى جمعوهما ونظموهما وحفظوهما، ومع منتصف القرن الثاني الهجري، توجه العلماء العرب صوب جهات أخرى تعزز دراستهم للقرآن والسنة، ومن هنا بدأت الدراسات اللغوية تشهد ازدهارا وتطورا، ولعل أهم دليل على ذلك التوجه العلمية، ما أنتجه العلماء من مؤلفات تُعنى بجوانب كثيرة من اللغة، فضبطوها وهذبوها وقعّدوها وقننُوها وأبدعوا لها علوما، كالنحو والإعراب والصرف والاشتقاق وفقه اللغة وغيرها، وإن من الواجب على الباحث في مجال الدراسات اللغوية، أن يقف على حقيقة تلك العلوم، حتى يعرف مقدار ما قدمه العلماء القدامى لخدمة اللغة العربية من جهة، ومن جهة أخرى، يتسنى له الولوج للدرس اللغوي من بداياته، لاستيعابه وفهمه.