مــدخل لعلــم الاجتمــاع:
محاضرات موجهة لطلبة السنة الأولى علوم سياسية 2022/2023 د.عقبوبي مولود .
ماهية علم الاجتماع... ما الذي يقوم بـه عالم الاجتماع؟
لمـــاذا ندرس علم الاجتماع؟
نشـــأة علـــم الاجتماع
سيــاق الأحـــداث
السيــاق الأيديولوجـي
الـــمــؤسســــون
أوغسـت كــونت (1798-1857)
أليكسيس دو توكفيل (1805-1859)
كـــارل ماركس (1818-1883)
ايميل دوركايم ( 1858-1917 )
ماكس فيبر( 1864-1920 )
ماهية علم الاجتماع... ما الذي يقوم به عالم الاجتماع؟
إذا ما حاولنا تقديم تعريف مبسط لعلم الاجتماع، فبالإمكان القول أنه "علم دراسـة المجتمع". إنه تعريف على بساطته يحتاج إلى تعريف له. مشكلة هذا التعريف أنه يحتاج إلى تعاريف أخرى تحدد ماهية المجتمع وما الذي نعنيه بالدراسة "السوسيولوجية" للمجتمع. نفس الأمر يمكن أن يقال على تعاريف أخرى لعلم الاجتماع، مثل: علم الاجتماع يدرس الظواهر الاجتماعية، السلوكات الاجتماعية، التفاعلات الاجتماعية، الحياة في المجتمع، .....إلخ.
علم الاجتماع وبقية العلوم الاجتماعية (الاقتصاد، علم السياسة، الأنثروبولوجيا، علم النفس...) يشتركون في موضوع واحد للدراسة والبحث، والذي هو المجتمع والإنسان. لكن ما يميز علم الاجتماع عن بقية العلوم الاجتماعية هو مقاربته وطريقة تناوله لموضوع الدراسة هذا. إنـه يأخذ من كل العلوم الاجتماعية قصد تكوين تصور ورؤية شاملين حول ما يدرس.
إن الباحث في علم الاقتصاد يدرس الاقتصاد (جزء) في المجتمع (الكل)، والباحث في علم السياسة يدرس السياسة (الجزء) في المجتمع (الكل)، أما الأنثروبولوجي فيدرس الثقافة (الجزء) في المجتمع (الكل)، وعلى نفس المنوال يقوم عالم النفس، عالم التربية والمؤرخ بدراسة أجزاء معينة (شخصية الإنسان، التربية والمدرسة، الأحداث والوقائع الماضية) من الكل الذي هو المجتمع والحياة الاجتماعية. الباحث في علم الاجتماع -وعلى خلاف البقية- موضوع دراسته هو الكُـل أي المجتمع. إذن فمجال الدراسة لديه يشمل: الاقتصادي والسياسي والثقافي والنفسي والتربوي والتاريخي...الخ، أي يشمل كل ما يحصل في المجتمع.
علم الاجتماع كمشروع معرفي هو مشروع مذهل وشديد التعقيد، كون أن موضوعه الأساسي هو سلوكاتنا وأفعالنا ككائنات اجتماعية. ومن هنا فإن نطاق القابل للدراسة فيه يتسم بالاتساع الكبير والتنوع، إذ يبدأ من تفاصيل حياتنا اليومية (الأحاديث واللقاءات العابرة بين الناس) إلى أن يصل لدراسة الآليات الاجتماعية العالمية (العولمـة وحوار الثقافات).
إن معطيات حياتنا اليومية في المجتمع تتأثر تأثرا كبيرا بوقائع اقتصادية سياسية ثقافية نفسية وتاريخية. لذا فإن فهم هذه المعطيات الحياتية الخاصة بكل من الأفراد والجماعات، لا بد وأن يمر عبر فهم وتحليل للسياقات الكبرى (الاقتصادية، التاريخية، السياسية، الثقافية، الدينية...) التي تجري داخل المجتمع. هذا هو جوهر الدراسة السوسيولوجية.
التفكير بطريقة سوسيولوجية، هو تبني لمقاربة تتسم بالاتساع والشمولية, نظرة تتضمن كافة أبعاد الواقع الاجتماعي. على عالم الاجتماع أن يكون قادرا على التحرر من الظروف الشخصية و أن يضع الأمور في سياق أوسع. إنه ارتقاء من نظرة شخصية تنظر في نفس الاتجاه ومن زاوية واحدة، إلى نظرة أوسع تشمل كل اتجاهات وزوايا الظاهرة المدروسة. إن التفكير السوسيولوجي في جانب كبير منه يعتمد على إعمال "الخيال السوسيولوجي".
الخيال السوسيولوجي يتطلب في المقام الأول أن ننأى بأنفسنا عن المجريات الروتينية، ليتسنى لنا إلقاء نظرة جديدة عليها. البطالة مثلا لها أبعاد عدة. بعد اقتصادي مرتبط بقانون العرض والطلب في سوق العمل. بعد سياسي يتمثل في سياسات التشغيل (خلق مناصب شغل) لدى الحكومة والأحزاب السياسية. بعد اجتماعي خاص بآليات التضامن والتعاون الاجتماعيين للحد من الآثار السلبية للبطالة. بعد نفسي يتعلق بالآثار النفسية للبطالة على الشخص الذي يعاني منها. بعد ثقافي حول ما يمثله العمل في ثقافة المجتمع ...الخ.
- منشئ المقرر الدراسي, معلم: Mouloud Agboubi
تطور علم الاجتماع في أوائل القرن التاسع عشر، واكتسب أبعاده الحقيقة
بأواسط القرن نفسه، وذلك عندما حدد العالم الفرنسي أوجست كونت الإطار العام لعلم
الاجتماع، وأطلق عليه اسم علم دراسة المجتمع، كما كان للمهندس الإنجليزي هربرت
سبنسر أهمية كبيرة في ابتكار علم مستقل يبحث في ظواهر الحياة الاجتماعية بشكل عام،
وبالتالي فعلم الاجتماع يعد من العلوم الحديثة نسبياً بالمقارنة بالعلوم
الاجتماعية الأخرى مثل: الاقتصاد، وعلم الإنسان، والتاريخ، وعلم النفس،
- منشئ المقرر الدراسي, معلم: Mouloud Agboubi