محاضرة 08.pdfمحاضرة 08.pdf

لعل اكثر مظاهر النمو دراماتيكية في العام الاول من عمر الطفل ذات التقدم الملاحظ في قدرة الطفل على الحكم في حركاته واتقان المهارات الحركية، وغالبا ما يحكم على الوليد على انه مخلوق ضعيف مقارنة بغيره من صغار المخلوقات الحيوانية الاخرى بناءا على عدم قدرته بل عجزه عن الحركة الذاتية، وعلى كل حال، فإن المواليد الانسانية لا تبقى عاجزة تماما لفترة زمنية طويلة، ففي نهاية الشهر الاول تنضج عضلات الرقبة وينضج الدماغ الى درجة تسمح للطفل الوصول الى اول نقطة مفصلية في نموه الحركي، ومن الحركات الدالة على ذلك، رفع الرأس عندما يكون منبطحا على بطنه.

من الملاحظ ان النمو ليس متشابها في خصائصه بالنسبة لكل مرحلة عمرية، حيث يتغير معدل النمو من مرحلة الى اخرى، وهذا قد يؤدي بنا الى معرفة كل هذه الخصائص في كل مظهر من مظاهر النمو المختلفة.

ومن المعروف أيضا أن النمو بجميع انواعه واشكاله: الحسي والحركي والعقلي.. يكون بالتدريج وفي مراحل متعاقبة، وليس دفعة واحدة، والنمو مسألة مهمة، ولأهميتها الكبرى فقد حظيت باهتمام الكثير من الباحثين والدارسين في هدا الاطار ليكون في ميسورهم تحديد معايير معينة لما يمكن أن نتوقعه في كل مرحلة نمائية، وأيضا دراسة النمو تزيد من معرفتنا للطبيعة الإنسانية ولعلاقة الإنسان بالبيئة التي يعيش فيها، ومعرفة مراحل النمو بمختلف مظاهره، والقدرات والعمليات العقلية، وشروط عملية التعلم، ومسار النمو السوي وما قد يعتريه من اضطراب يتعين علاجه